المرجعية العليا: التغيير السياسي يبدأ من الإقرار بالفشل والإنطلاق بالإصلاح

بغداد – الاعمار
حثت المرجعية الدينية العليا، الفرد والمجتمع على “عدم اليأس من التغيير”.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان “الاسلام ينبه الى نقطة مهمة في تغيير في اي وضع سياسي او اجتماعي او اقتصادي بانه ولا يصح بالنظرة الاسلامي ان يقف الفرد والمجتمع مكتوف الأيدي، ويبقى بوضع سيء او يراوح في مكانه والآخر يتقدم” داعياً الى “عدم إنتظار الغير بان يأتي التغيير منه” مبيناً ان “إنطلاق التغيير يأتي من النفس، سواء أكان فرداً او مؤسسة او مجتمعاً”.
وشدد على، ان “التغيير يحتاج الى منهج وبدونه لا يمكن معالجة الأخطاء والفشل والاخفاقات” مؤكداً، ان “على الفرد ان يبادر للتغيير وكل من موقعه سواء في مدرسة او دائرة حكومية او عشيرة او كيان سياسي لانها الانطلاقة الصحيحة للهدف ويبدأ التغيير من الاعتراف بالإخطاء والفشل ومن ثم الإرادة والعزيمة”.
ولفت الشيخ الكربلائي الى، ان “التغيير قد يواجه صعوبات وتعقيدات وإرادة معطلة لانه قد يتصادم مع مصالح آخرين يحاربون الإصلاح وهنا نريد الأمل والإرادة والعزيمة وقد يستغرق هذا التغيير مدة طويلة للوصول الى الهدف”.
وأضاف ان “التغيير المجتمعي والسياسي والانساني قد يستغرق لعشرات السنين ويجب عدم اليأس وامتلاك الارادة ولابد من توفر القيادات الصالحة للتغيير” مبينا ان “الناس يحتاجون الى قادة أكثر من المنهج، ويجب ان يتاح لهم هذا التغيير وهذا يتوقف على مجموعة من الصفات ومن يملكها عليه التصدي للمسؤولية”.
ودعا الى “إتباع الأداة الصحيحة للتغيير ومنها إتباع أسلوب الحكمة والتدرج في التغيير خطوة خطوة باسلوب حكيم ومداراة وإفهام الآخرين بان هذا النهج خاطئ وغير صحيح، فليس من السهولة أحيانا ان يغير الحالة المطلوبة بزمن قصير”.
وشدد ممثل المرجعية العليا “بوجوب إتباع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” مبينا ان “المجتمع يصلح نفسه بنفسه من دون الحاجة لحكومات وأنظمة استبدادية وبدون عوامل رقابية والمجتمع يراقب بعضه بعضاً ويقوم بالتنفيذ للاجراءات الاصلاحية”.
وأوضح الشيخ الكربلائي الى، ان “الاسلام وضع ضوابط وتعليمات للقيام بالواجب ومنع الفوضى، وعلى الجميع الحرص على أداء واجب الأمر والنهي عن المنكر ويبدأ من البيت والى السوق والجامعة وكل موقع يعيش فيه الفرد”.
وتابع، ان “الكثير منا يرمي مسؤولية التغيير على الآخرين ونحتاج لكل واحد منا ان يبدأ بتشخيص الاخطاء والفشل لديه وان يساهم في التغيير لا يلقي بمسؤولية ذلك على الآخرين”.