العراق.. بلد لا مقصّرَ فيه

محمد السيد محسن*
وأخيرا انتهت حلقة جديدة من مسلسل الاختطافات في العراق ولم يتم الكشف عن الجناة، القطريون الذين اختطفوا في بادية السماوة تم إطلاق سراحهم في بابل وجال الخاطفون بهم مناطق عدة، ولم تتم الإشارة للجناة.
وقبلها اختطف عمال اتراك كانوا يعملون بمنشأة رياضية، وكذلك جال الخاطفون بهم مناطق عدة ما يعني انهم تجاوزوا الكثير من نقاط السيطرة في العاصمة وما جاورها وبعد ذلك أعلنت وزارة الداخلية العثور عليهم في بابل، كذلك الصحفية افراح شوقي التي اختطفت وتم إطلاق سراحها ولم يعلن أيضاً عن الجناة، لتأتي الحلقة الجديدة من مسلسل الاختطافات في العراق بسبعة من الناشطين “المعارضين” للحكومة وبعض الأحزاب النافدة في البلاد، تم اختطافهم وضح النهار من قبل ملثمين يرتدون ملابس رياضية ويستخدمون سيارات بدون ارقام، وهذا محط تساؤل : من يجرؤ ان يسير في العاصمة بغداد بسيارات بدون ارقام ان لم يكونوا محصنين من قبل جهات رسمية متواطئة؟
الشباب السبعة اختطفوا من حي البتاوين الملاصق لدوائر حكومية ووزارات محصنة بحمايات عالية الجودة، وكانوا ناشطين من ضمن المشاركين في الحراك المعارض كل يوم جمعة في ساحة التحرير، وفِي لحظة صحوٍ حكومية أعلنت وزارة الداخلية ببيان انها بذلت جهوداً حثيثةً تكللت بالنجاح فأطلق سراح الشباب المختطفين السبعة، ليؤكد البيان انهم باتوا بعهدة الوزارة، وكالعادة لم تتم الإشارة الى الجناة.
العملية وصفت بأنها تتطابق مع نظرية “حرامي البيت” ما يعني ان هناك تواطؤا. من قبل جهة متنفذة في الحكومة او قريبة منها لتتحكم بهذا الشكل وتستطيع تنفيذ الاختطاف والتنقل بسهولة بين نقاط السيطرة ومن ثم يتم استعطافها من قبل وزارة الداخلية فيطلق سراح المختطفين دون الإشارة الى من قام بهذا الفعل.
نقول : ما لم يكن عند اصحاب القرار في البلاد قدرة على تشخيص المقصرين والجناة بعمليات الاختطاف المتكررة فان العلاج لن يجدي نفعاً لان الوقاية منه تتجسد عبر إرادة صلبة تستطيع الكشف دون مواربة عن الذين يقومون بفعل مخالف للقانون.
انها دعوة صادقة لوزارة الداخلية للاضطلاع بمسؤولياتها امام أبناء الشعب العراقي لتحقيق سلم حقيقي في البلاد وعدم تأسيس خوف مستديم من السلطة وتفرعاتها المشبوهة.
من جانبها فان الحكومة مدعوةً لان تكون واضحة امام شعبها وبرلمانها المراقب، والذي من واجبه تقويم عمل الوزارات وتحديد وتشخيص الخطأ دون الخوف من جهة متنفذة او زعيمٍ ما.

*رئيس التحرير