منتدى الاعمار العراقي يعقد ندوة حوارية حول الواقع الإقتصادي والسياسي في العراق

بغداد – الاعمار
عقد منتدى الاعمار العراقي ندوة بعنوان “العراق ما بعد داعش.. التحديات الداخلية والخارجية”؛ حيث تحدث في الندوة الدكتور ليث كبة الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة العراقية، وفيما أشار كبة إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي تجاوز أربع عقبات كبيرة، أوضح المرحلة القادمة ستكون مرحلة لبناء الاقتصاد والتخلص من الاقتصاد الاستهلاكي الى الاقتصاد الريعي.
وقال المحاضر الدكتور ليث كبة، إن “العراق يمر الان في مرحلة تحدٍّ كبير، ويجب دعم البرنامج الحكومي الذي يركز على حفظ المكتسبات التي حققتها بعد القضاء على داعش”، مشيرًا إلى أن “رئيس الوزراء حيدر العبادي تجاوز أربعة عقبات كبيرة، وكانت أبرزها القضاء على الإرهاب، وتجاوز الأزمة الإقتصادية”.
وأضاف كبة، إن “العبادي استطاع أزمة الانهيار الاقتصادي التام؛ حيث وان لم يتم تجاوز الأزمة بشكل كامل لكننا نستطيع القول اننا تجاوزنا عنق الزجاجة”، موضحًا أن “العبادي تجاوز أيضًا كل ما سمي بالاختراقات التي كانت تعتمدها حكومة اقليم كردستان كسياق سياسي عام”.
وأشار إلى أن “العقبة الثالثة الذي تجاوزه العبادي هو القضاء على الإرهاب وتجاوز أزمته” مستدركًا بالقول: “لكننا امام مأزق ما زال متواصلاً وهو النازحين، حيث ان خرابًا كبيرًا في المناطق التي سيطر عليها داعش يحتاج الى تأهيل هذه المدن وتسهيل عودة اَهلها لها”.
ولفت إلى أن “العقبة الرابعة الذي واجه العبادي كان بتمخض بعبور العبادي بالعراق أمام التدافع الخارجي بسبب الانتخابات القادمة، واستطاع مسك العصا من الوسط ولَم يتأثر بالتدافع الإيراني -الامريكي بسبب الانتخابات”.
ودعا كبة إلى “دعم المسار الذي بدأ منذ اربع سنوات، والتداعيات الإيجابية ومن أهمها اننا نشهد ارتفاع المنسوب الوطني؛ حيث ان العبادي ارتقى من الخنادق الحزبية الى الفضاء الوطني. فالعراق كبلد يستند كثيراً لتاريخه وواهم من يعتقد ان بتقسيم أبناء شعبه فانه سيتمكن من السيطرة عليه لان التجارب التاريخية اثبتت ان العراق صخرة صماء لا يستطيع احد ابتلاعه”.
وتابع كبة أن “هناك وعيًا عراقيًا يتعلق بهيبة الدولة وتقوية المؤسسات الأمنية، وهذا التكاتف إيجابي حيث ان النظرة باتت واقعية وهو مكتسب يجب الحفاظ عليه. المرحلة القادمة ستكون مرحلة لبناء الاقتصاد والتخلص من الاقتصاد الاستهلاكي الى الاقتصاد الريعي، وهناك قناعة لدى اصحاب القرار ان قدر العراق الان ان يعيد بناء اقتصاده”.
وشدد الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة العراقية، على الدور المهم الذي يجب ان يضطلع به “منتدى الاعمار العراقي”، لان اعادة البناء يجب ان تأتي من متخصصين وخبراء وهذا ما يتوفر في كوادر المنتدى”.
وبعد الانتهاء من محاضرته فتح باب النقاش مع الحاضرين من رجال اعمال ومتخصصين وصحفيين، أكد الدكتور ليث كبة في معرض إجابته على بعض الأسئلة: “ان العملية السياسية تعتبر جزءاً من المشكلة لكنها بدأت تسير بخط واضح وواقعي حيث باتت هناك قناعة ان هذه العملية رغم وجودها الضروري في هذه المرحلة الا اننا بتنا نشهد تشظي الأحزاب التقليدية التي تسنمت سدة القرار طيلة السنوات المنصرمة، وهذا مؤشر إيجابي ومكتسب يجب التركيز عليه والاستفادة منه، ولذلك فان وظيفتنا هي المشاركة بالانتخابات، وعلى الرغم من سيطرة الكتل التقليدية وخبرتها في المشهد الانتخابي الا ان المواطن قادر على التغيير من خلال انتقاء الأشخاص غير المكررين في المشهد السياسي”.
من جهته أكد رئيس منتدى الاعمار العراقي الدكتور ماجد الساعدي، أن “المنتدى يحث الخطى من اجل دعم المشهد الاقتصادي العراقي الذي يعاني من اخطاء سببها عدم وجود متخصصين في سدة القرار في العراق خلال المرحلة المنصرمة”.
وأضاف الساعدي ان “الحكومة العراقية يجب ان تلتفت بشكل جاد الى الكفاءات العراقية المغتربة والتي حالت ظروف عديدة على عدم إسهامها في مشاريع البناء، حيث حرص البعض على استبعاد الكوادر العراقية المغتربة والاستعانة بكوادر وسطية غير متخصصة الامر الذي أدّى الى اخطاء كلفت الاقتصاد العراقي سقطات كان في غنىً عنها”.