البيت الطيني.. مشروع للحفاظ على تراث سكان اهوار شرق الناصرية
الإعمار – طالب الموسوي – ذي قار
المهافيف والخوص والغزل والطبك ،صناعات محلية يستخدمها السكان المحليون بمناطق اهوار جنوب الناصرية،اجتمعن لصناعتها مجموعة من نساء الاهوار في مشغل يطلق عليه/ البيت الطيني/ من اجل اعادة صناعة المواد التي يستخدمها ابناء تلك المناطق والحفاظ على الموروث الرافديني في هذا البيت الذي صممته السائحة الايطالية/جورجيا/ اثناء زيارتها لمناطق الاهوار عام 2008ونفذته منظمة طبيعة العراق في 2009.
صناعة السجاد الملون للضيوف
تقول ام محمد/60/ عاما :انني اعمل بصناعة الغزل منذ ان كنت طفلة في العاشرة من العمر وتعلمت هذه الصناعة من والدتي،حيث نقوم هنا في البيت الطيني بشراء الصوف الابيض،ونبدا بمعالجته من خلال وضعه بالماء الساخن لتنظيفيه ووضع الاصباغ الملون عليه مع وضع الليمون ليقوم بعملية لصق الالوان بالصوف،وبعد ذلك نقوم بنشره حتى يجف ونعمل منه /خيوط/ من خلال غزله بواسطة الة/المغزل/ ليصبح مهيئ للعمل،مبينة ان هذا هو لون واحد لعدة الوان اخرى يتم غزلها لتبدا عملية تطريز السجاده الملونه. والتي عادة ما يتم فرشها للضيوف لجماليتها.
واضافت “ان عمل السجاد المعروف هنا ذات قيمة عالية كون المادة المستخدمة لصناعته هي الصوف الخالص /الطبيعي/،مبينة ان اطوال السجاد المصنع يختلف من سجادة لاخرى فبعض السجاد يصل طوله الى متر ونصف ويستغرق العمل فيه /7/ايام.
فتيات الاهوار يتدربن على صنع المهافيف والطبك والسلال ،والمفضلة لدى السكان المحليون بمناطق الاهوار
تقول سلمى عبد/55/ عاما ” منذ لاانتم افتتاح البيت الطيني وانا اقوم بتدريب نساء الاهوارمن الشابات على صناعة المواد التي يستخدمها سكان الاهوار ومنها المهافيف والسلال والاطباق،وهي عادة لايخلوا بيت من القصب من هذه المواد ،وان المادة الاولية لهذه الصناعات هي خوص النخيل والذي نقوم بجمعه ووضعه في الماء الحاء وبعد ذلك نقوم بعملية وضع الالوان المناسبة والتي تظهر هذه المواد بطراز جميل.
واضافت ان”المهافيف تستخدم في الاجواء الحارة لتلطيف الجو،اما السلال فتستخدم للتسوق او لوضع الحاجيات في بيوت القصب،فيما تستخدم الاطباق لوضع الخبز عليها وتستخدم كمائدة توضع عليها الاطباق للضيوف،مؤكدة انني قمت بتدريب العشرات من نساء وفتيات مناطق الاهوار منذ افتتاح البيت الطيني من خلال الدورات التي نقيمها.
البيت الطيني صممته سائحة ايطالية ونفذته منظمة طبيعة العراق
وبين رئيس منظمة طبيعة العراق الخبير البيئي المهندس جاسم الاسدى”: تم افتتاح البيت الطيني عام 2009 من قبل منظمة طبيعة العراق بالتعاون مع السفارة الامريكية،بعد ان قامت بتصميمه السائحة الايطالية جورجيا عام 2008 ،والتي مكثت بمناطق الاهوار لفترة طويلة وقامت بزيارات للسكان المحليين في اعماق الاهوار،مبينا ان البيت الطيني هو صديق للبيئة حيث يتكون من مادة القصب والبردي والطين وكلها مواد متوفرة أصلا بهذه المناطق والذي استخدمه السومريون منذ /6/ الاف سنة.
واضاف ان”اهمية هذا المشروع هو للحفاظ على الموروث الرافديني وادامة الصناعات المحلية ،مبينا ان منظمة طبيعة العراق اخذت على عاتقها فتح دورات لتعليم صناعة المواد التي يستخدمها ابناء الاهوار وقد تخرجن من هذا البيت العشرات من الفتيات بعد انتظامهن بدورات بمختلف الصناعات وعلى ايدي نساء ماهرات بهذه الصناعة.
معارض داخل وخارج العراق وفتح مكاتب لبيعها في المطارات العراقية
واضاف”دابت منظمة طبيعة العراق على اقامة معارض كثيرة للصناعات المحلية في داخل العراق وفي بغداد واخرها تمت دعوتنا لاقامة معرضا في جامعة /ياشباك/ في سنغافورة،حيث لاقى المعرض اقبالا كبيرا من الجمهور السنغافوري بحيث تم حجز المواد المعروضه جميعها في اليوم الاول من المعرض ،كما ستقوم المنظمة قريبا بتنظيم معرض للصناعات المحلية لسكان الاهوار بمحافظة البصرة،فضلا عن فتح فروع لبيع هذه الصناعات في المطارات العراقية ليتعرف السائحين والزوار على الموروث الشعبي لسكان مناطق اهوار جنوب الناصرية.