كساد يضرب المنتجات الزراعية في كردستان
يواجه مزارعو إقليم كردستان العراق صعوبات في تسويق بعض محاصيلهم الصيفية، مما أثر سلباً على إيراداتهم المالية، وسط مطالبات بإيجاد منافذ لتصدير منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية، وفي المقابل أكد مسؤول بوزارة زراعة الإقليم على مساعٍ حكومية لدعم المزارعين.
وقال مدير عام التخطيط في وزارة زراعة إقليم كردستان، أنور عمر لـ”العربي الجديد” إن المحاصيل الزراعية في الإقليم سجلت زيادة ملحوظة مقارنة مع احتياجات السوق، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة تحاول إيجاد توازن بين العرض والطلب في الأسواق بهدف تحسين الأسعار دعما للمزارعين، وفي نفس الوقت البحث عن منافذ لتصدير المنتجات الزراعية.
وأشار عمر إلى أن الوزارة مستمرة في جهودها مع الشركات والمستثمرين لتصدير المحاصيل الزراعية إلى الأسواق الخارجية، مؤكداً على وجود اتفاقية بين مستثمرين روس ومزارعين محليين لتصدير كميات من البطاطا إلى موسكو.
وشهد القطاع الزراعي خلال العامين الماضيين في الإقليم حركة واسعة إذ توجه المئات من القرويين إلى زراعة حقولهم بعد الأزمة المالية التي شهدتها كردستان العراق، مما أدى إلى ازدياد ملحوظ في المحاصيل الزراعية.
يشار إلى أن قطاع الزراعة في الإقليم شهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات الماضية بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والحروب التي تعرضت لها فضلا عن هجرة سكان القرى وتركهم مهنة الزراعة والتوجه إلى التوظيف الحكومي، وتشير مصادر مطلعة إلى أن نسبة المواد الغذائية المستوردة في إقليم كردستان تبلغ أكثر من 85% وحسب إحصائيات وزارة تخطيط الإقليم فإن مساحات الأراضي الصالحة للزراعة تبلغ أكثر من سبعة ملايين و400 ألف دونم.
وقال المزارع حميد مصطفى، وهو من أهالي محافظة دهوك، إن المحاصيل الزراعية الصيفية تواجه صعوبات كبيرة للتسويق في ظل ارتفاع نسبة إنتاج المحاصيل في المنطقة، موضحا أن معظم المزارعين يضطرون إلى بيع محاصيلهم بخسارة.
وأضاف مصطفى أنه زرع خلال الموسم الحالي نحو 20 دونما من أراضيه بمحاصيل البطاطا لافتا إلى أنه حتى الآن تمكن من تسويق أقل من نصفها والباقي تعرض للتلف في المزرعة.
وتابع مصطفى أن نحو 10 كلغم من البطاطا تباع حاليا في الأسواق بمبلغ أقل من دولار واحد وأن هذا السعر لا يكفي أجور نقل المحصول من الحقل إلى السوق.
من جانبه أشار المزارع محمد سليم إلى أن عدم وجود مخازن لحفظ المحاصيل الزراعية ومعامل الصناعات الغذائية يضطر الفلاحين لطرح محاصيلهم بكثافة في الأسواق خلال الموسم مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل يؤثر سلبا على المزارع، موضحا أنه في حال استمرار غياب الدعم للحفاظ على المحاصيل المحلية سيضطر المزارعون إلى ترك حقولهم.
وكانت وزارة زراعة إقليم كردستان أعلنت تحقيق مرحلة الاكتفاء الذاتي لإنتاج عدد من المحاصيل الاستراتيجية، مؤكدة أنها ستتبع سياسة جديدة لحماية المنتج المحلي وفرض ضرائب على المحاصيل المستوردة.