داعش حصل على 800 مليون دولار من سراديب البنك المركزي

بغداد – الاعمار
حين ظهر تنظيم داعش في العراق وتحديدا بأراضيه الشمالية، سيطر المسلحون على كبرى المصارف بالمدن، فقد حصل على 800 مليون دولار من التسهيلات والاحتياطات المصرفية العراقية، وفقاً للبنك المركزي العراقي.
وفي تقرير جديد، يقول البنك المركزي إن مسلحي داعش حصلوا على 101 مليون دولار من البنوك الموجودة بالأراضي الخاضعة لسيطرة مسلحي داعش، وحصل منذ تموز من العام 2014 على 830 مليون دولار.
ورغم كبر الرقم وضخامته، إلا أن محللين يعتقدون ان الجماعة الارهابية داعش، سرقت تريليونات من الدينار العراقي، وبالتالي فإن البنك المركزيح حينما ذكر الرقم، كان اكثر مما هو متوقع.
ويقول قصي محي الدين المحلل في شركة “الفرات للاستثمارات” وهي شركة استثمارية بالعراق إن “مبلغ 800 مليار دينار عراقي ساعدهم على دفع الرواتب وجعل الجميع سعداء في البداية، ولقد بذل المسلحون الكثير لمصادرة الممتلكات وتصدير النفط والاتجار بالبشر وشركات التهريب”.
وأصبحت الجماعة الارهابية، أغنى الجماعات المتطرفة في التاريخ، من خلال سيطرتها على البقعة الجغرافية التي اتاحت لها جمع المال من مصادر متنوعة، مثل تهريب النفط ونهب الضرائب فضلاً عن مصادرة الممتلكات.
ويُعتقد أن التبرعات الاجنبية والتجارة بالاعمال الفنية واخذ الرهائن، في مصادر اقل دخلاً بالنسبة لتنظيم داعش. وعلى الرغم من أن مسؤولاً فرنسياً تحدث لصحيفة الوول ستريت جورنال الأسبوع الماضي، فان تقديرات اموال الجماعة الارهابية كانت تكسب 100 مليون دولار لكل سنة.
البنك المركزي العراقي يقول إن داعش وبعد اجتياح الموصل في تموز الماضي، استولت على 100 فرع مصرفي خاص وعام بجميع انحاء البلاد، ويقول محي الدين إن اكثر من نصف المبلغ وهو 830 مليون تم الاستيلاء عليه من قبو البنك العراقي للتجارة في الموصل، وهي مؤسسة تستخدمها بغداد للتجارة والتمويل.
وكان التحالف الدولي عائقاً في تدفق عائدات الجماعة الارهابية، وهذا كان سبباً في تدهور احوال الجماعة في العراق. واستهدف التحالف الدولي مرافقاً بنكية تقول إن داعش كان يستخدمها.
في كانون الثاني من العام 2016، دمر التحالف الدولي منشأتين نقديتين لداعش، قال مسؤولون امريكان، إن مسلحي داعش اخذ هذه الأموال من النفط والنهب والابتزاز.
ومازالت الجماعة تعاني من الهزائم في صحراء العراق وسوريا، حيث فقدت الموصل، ونصف مدينة الرقة في معركة ضارية ضد تحالف ارضي كردي عربي مدعوم من الولايات المتحدة.
وقد اعتمدت الجماعة الارهابية (داعش) بشكل كبير في سيطرتها على الاراضي، على الموارد الطبيعية لكن مع استمرار فقدان الارض فانها تفقد الاشخاص الخاضعين لسيطرتها.
وتشير التقديرات الى أن ايرادات تنظيم داعش انخفضت من 1.9 مليار دولار في عام 2014 الى اقل من النصف في عام 2016 بحد اقصى 870 مليون دولار. وفي عام 2017، واصلت الجماعة الارهابية داعش نزف ايراداتها حين فقدت 80٪ من عائداتها، وفقاً لشركة ايهس ماركيت الاستشارية التي تتخذ من لندن مقراً لها.
وفي منتصف عام 2015، كانت الجماعة تبلغ متوسط دخلها 81 مليون دولار في الشهر، لكن بحلول عام 2017 كانت تبلغ 16 مليون دولار فقط. وانخفضت عائداتها من تجارة النفط والغاز غير المشروعة بنسبة 88 في المائة، فضلاً عن انخفاض التدفقات النقدية والضرائب.
ولايزال من الصعوبة القول بثقة كم من الموارد صرفت الجماعة الارهابية، فمن الواضح ان احتياطاتها انخفضت انخفاضاً كبيراً مما يضعها في موقف اصعب مما كانت عليه في السابق.