الساعدي في حوار مع الأهرام: القضاء على داعش يعتبر الشروع ببناء عراق جديد
بغداد – الإعمار:
أكد رئيس مجلس رجال الاعمال العراقي الدكتور ماجد الساعدي، ان العراق يعتبر الاردن ومصر عمقه الاستراتيجي، كاشفًا عن قرب مد خط الانبوب النفطي العراقي الى شرم الشيخ، وفي حين اعتبر إن القضاء على تنظيم داعش الارهابي يعد خط الشروع الاساس لبناء عراق ناهض جديد قادر على الوفاء بالتزاماته لشعبه وتضحيات ابنائه، أوضح إن إرساء ديمقراطية حقيقية في العراق تبدأ تغيير قانون الانتخابات لما يحتويه من تعسف كبير على كثير من القوى المدنية التي لم تدخل في مجلس الحكم الانتقالي.
وقال الساعدي في حوار اجرته صحيفة الاهرام المسائي المصرية، في اثناء زيارته لجمهورية مصر العربية، ان “العراق لديه الخبرات والاموال لبناء البلد، وان الحكومة يجب ان تكون جادة للاجابة عبر وزاراتها عن سؤال جدير بالاهمية وهو ماذا بعد داعش؟”، عازيًا السبب الى أن “عجلة البناء يفترض ان تستمر وبخطى جديدة دون تعثر ودون ذريعة التصدي للارهاب؛ حيث ان القضاء على التنظيم المتطرف يعد خط الشروع الاساس لبناء عراق ناهض جديد قادر على الوفاء بالتزاماته لشعبه وتضحيات ابنائه”.
وعن العلاقات بين جمهورية مصر وجمهورية العراق، قال الساعدي، ان “العراق ومصر بَلدان حيويان بطاقات وابداعات اهلهما ولن ينقذهما من هذه المرحلة الصعبة التي يعاني منها البلدان سوى استثمار جاد لخلق فرص للشباب”.
وأوضح الساعدي، إن “العراق يمر بأصعب مراحله في ارساء دعائم الدولة؛ حيث ان الفترة منذ عام 2003 ونتيجة لسقوط الحكم المستبد في العراق لم يكن الشعب العراقي مستعدا للدخول مباشرة في تجربة ديمقراطية خصوصا بعد الاجراءات والقرارات التي اقرت اثناء وجود الحاكم المدني الامريكي وفترة قيادة مجلس الحكم الانتقالي”، معتبرًا أن “أهم قرار أثَّر على بنية الدولة العراقية هو قرار اجتثاث البعث الذي اسيء استخدامه فاستغلته بعض القوى الحديثة لافراغ البلاد من طاقاتها، الامر الذي اثر سلبا على قدرة العراق على النهوض والبناء من جديد وتعثرت عجلة التنمية منذ ذلك الحين، ونحن الان في العراق مدعوون لتغيير الكثير من القوانين التي سنت على عجالة وما زالت تؤثر على نهضة البلاد وتطوير وتنمية قدراتها”.
وتعليقا على الموقف المصري الذي دعم وحدة العراق، قال الدكتور الساعدي، ان “اكراد العراق لا يستطيعون الانفصال وهم يعلمون انهم اذا اقدموا على الانفصال فانهم ربما سيدفعون شعبهم الى مهلكة وضياع حقيقيين ولكنهم يستخدمون ورقة الانفصال لرفعها بين حين واخر كوسيلة ضغط سياسي للحصول على مكاسب مرحلية”، مؤكدًا أن “العراق ما زال متماسكًا وليس مقسما بشكل طائفي، لانه ربما يختلف عن بنية كثير من البلدان حيث ان قبائل العراق فيها من المذاهب المتعددة وتتعدد مناطق سكناها ما يزيد تماسك اللحمة الوطنية ولذلك لم تجر في العراق لحد الان معارك مناطقية، وما جرى هو انفصام بعض ابناء القبائل عبر التاثير عليهم من قبل متشددين وحرف افكارهم في عملية تم التخطيط لها منذ زمن، واني اجزم بان الاستهداف الذي تعرض له العراق في تهشيم بنيته التحتية وتفكيك نسيجه الاجتماعي تعرضت له دول اخرى وربما مصر ايضا تعرضت لمحاولات تفكيك نسيجها الاجتماعي المتراص من خلال استهداف كنائس الاقباط الامر الذي وعى له الشعب المصري بشكل مبكر ووأد الفتنة في مهدها من خلال الترابط بين ابناء الشعب المصري مما فوت الفرصة على المتصيدين”.
واضاف الساعدي ان “من ضمن الحلول لإرساء ديمقراطية حقيقية في العراق هو تغيير قانون الانتخابات لان القانون الحالي فيه تعسف كبير على كثير من القوى المدنية التي لم تدخل في مجلس الحكم الانتقالي الذي شكله الامريكان بعد احتلالهم العراق واسقاط نظام صدام حسين”، لافتًا إلى أنه “زار عددا من المسؤولين العراقيين اثناء زيارته الاخيرة للعراق من ضمنهم قادة سياسيين ودينيين من مراجع دينية يحترم رايها في الشارع العراقي واكد على ضرورة تغيير قانون الانتخابات في العراق بحيث يتيح للقوى الاخرى الوصول الى البرلمان دونما عراقيل يصطنعها القانون الحالي المقر لاجراء الانتخابات في العراق”.
وأشار الساعدي، إن “الوعود ما زالت لم تنفذ في ضرورة تغيير القانون لكن رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور قدم مقترحا لقانون انتخابات جديد لم تتفق عليه الكتل السياسية بعد ولم يتم اقراره من قبل مجلس النواب”.
وفي ختام حديث الساعدي مع الصحيفة المصرية، أكد على “دور مصر المحوري والمؤثر في دعم العراق، وعبر الساعدي عن سعادته بتواجد السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني اثناء زيارته الاخيرة الى جمهورية مصر العربية وقال: ان الحكيم على الرغم من ان لباسه هو لباس رجال الدين الا ان افكاره وطروحاته محط اهتمام ففيها خدمة البلاد ولديه مشاريع بناءة من الممكن ان تسهم في بناء العراق”.
وكان الدكتور ماجد الساعدي اجرى زيارة الى العاصمة المصرية القاهرة للاطلاع على الجامعة العربية المفتوحة وكذلك لاجراء لقاءات مع رجال اعمال مصريين ولتوطيد اواصر التعاون بين مجلس رجال الاعمال العراقي ونظيره المصري خصوصا في ظل الانفتاح الاخير بين البلدين والطموح باستئناف ازدهار التعاون التجاري والخبراتي بين البلدين.